أسطنبول – رويترز
وصفت وكالة أنباء رويترز الممثل كيفانج تاتليتوج -الذي أدى دور مهند في المسلسل التركي المدبلج "نور"- بأنه استحوذ على قلوب النساء في أنحاء العالم العربي، بشعره الأشقر، وعينيه الزرقاوين، ولفتاته الرومانسية، وأن شهرته أوجدت موجة من الاهتمام الإقليمي بوطنه، حيث قاد الممثل -الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام التركية اسم "براد بيت الشرق الأوسط"- النجاح المتزايد للمسلسلات التلفزيونية التركية في أنحاء المنطقة، من خلال مسلسله "نور"، وأعطى دفعة لصناعة السياحة ببلاده.
وربطت الوكالة، في تقرير لها بثته الخميس 12 مارس/آذار، بين تزامن هذا النجاح وصعود نجم تركيا في العالم العربي منذ تنديد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الصريح -في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي- بالهجوم الذي شنته "إسرائيل" على قطاع غزة في يناير/كانون الثاني الماضي، وهو التنديد الذي قُوبل بالإشادة، وأكسب أردوغان شعبية في أنحاء المنطقة، مشيرة إلى أن تاتليتوج يستقطب إشادة من نوع مختلف في زيارات ترويجية يقوم بها لدول عربية.
حوار مع مهند
رويترز نسبت إلى الممثل التركي -25 عاما، وهو لاعب كرة سلة سابق، وعارض أزياء فاز بمسابقة أفضل عارض أزياء في العالم عام 2002- قوله "رد الفعل لا يصدق. أواجه ناسا يصرخون. وهناك ناس يبكون من الفرحة. السن ليس مهما".
وأضاف تاتليتوج، في مقابلة مع رويترز بحي ليفينت الراقي في اسطنبول- "محمد أشقر وعيناه زرقاوان لكنني مسلم، ولدينا ثقافة قريبة جدا من (ثقافة) الشرق الأوسط".
وتابع الممثل، وهو ابن مالك متجر للحلويات من مدينة أضنة المطلة على البحر المتوسط، "الناس شعروا بتناقض بين المظهر الخارجي والسلوك... إنه ليس شخصا يخرج، وينغمس في سلوك غير شريف. إنه رجل يظهر احتراما واهتماما وحبا جما لزوجته".
إلى ذلك، قال التقرير إن مسلسل "نور"، الذي بثته قناة mbc الفضائية، يركز على العلاقة بين محمد واسمه في النسخة العربية مهند (وليس محمد) وزوجته نور، وإن الحلقة الأخيرة من المسلسل استقطبت قرابة 85 مليون مشاهد في أنحاء العالم العربي، وهو رقم قياسي بالنسبة للتلفزيون العربي.
تقارب عربي تركي
التقرير أضاف أن ازدياد اهتمام العالم العربي بالثقافة الشعبية التركية يعكس أوجه التشابه الثقافية والدينية بين العرب وجارتهم الشمالية التي يغلب المسلمون على سكانها، لكنها دولة علمانية تحاول الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
كما يأتي أيضا في الوقت الذي يعتزم فيه باراك أوباما أن تكون تركيا أول دولة إسلامية يقوم بزيارتها كرئيس للولايات المتحدة؛ لتأكيد أنه "من الممكن أن يكون هناك تعايش بين الديمقراطية والحداثة والإسلام"، وفقا لما ذكرته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في أنقرة الأسبوع الماضي.
في سياق متصل، تقول شيرين الجزار -24 عاما- وهي مصرية "أصرت أمي أن نزور تركيا وليس أي مكان آخر بسبب المسلسل التلفزيوني في الأساس".
وأضافت "في رحلتي الأخيرة لتركيا الصيف الماضي كانت كثيرات من النساء المصريات يقارن المناظر بما رأينه في التلفزيون".
وقال سردار علي عابد -مالك شركة الكرنك للسياحة- إنه يتوقع أن يتضاعف عدد زبائن شركته من العرب هذا العام، بعد زيادة بنسبة 50 في المائة العام الماضي إلى 25 ألف عميل.
وفي الصيف الماضي أخذ مجموعات من السياح العرب إلى فيلا عبود أفندي الرائعة التي صورت بها بعض مشاهد "نور"، وتطل على مضيق البوسفور على الجانب الأسيوي من اسطنبول.
في الوقت نفسه شجعت حكومة أردوغان إقامة علاقات تجارية وعلاقات أعمال أقوى مع العالم العربي. وقام الرئيس التركي عبد الله جول بزيارة رسمية إلى السعودية الشهر الماضي مع نحو 150 رجل أعمال يأملون في الفوز بعقود للبنية التحتية وعقود صناعية. وزادت التجارة مع السعودية وحدها إلى خمسة مليارات دولار عام 2008 مرتفعة عن ملياري دولار عام 2006.